زعيم الدردشة مشرف عام
رسالة SMS : [/scroll] مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : عدد المساهمات : 129 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 العمر : 28 الموقع : مفيش المزاج : عالى جدا ومش هتوصلولوا
| موضوع: الموت (الجزء الأول) الجمعة مايو 29, 2009 1:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الكرام :
قرأت قاعدةً في علم الصحة اجلس إلى الطعام وأنت تشتهي ، وقم عنه وأنت تشتهي ، لو طبقت هذه القاعدة على دروس العلم لكانت رائعة ، يعني عالج الموضوع الذي يحتاجه الناس، يشتهون معالجته ولا تطيل فيه إلى درجة أنهم يملونه ، وأنا من عادتي إن شاء الله تعالى أن أعالج موضوعاً حينما أشعر أن الأخوة الكرام قد استوعبوه وأن المزيد فيه قد يقودهم إلى السأم ، نعود إليه بعد أشهر عدة نعود إليه وقد اشتقنا إليه ، يوجد أخ كريم لفت نظري وقال لي : موضوع الموت لم يعالج في هذا المسجد معالجة طويلة ، يمر سراعاً ، أما كمعالجة متأنية مع النصوص فهذا لم يحدث ، فقلت له : جزاك الله خيراً .
فأردت في هذا الدرس أن أبدأ موضوعاً يتعلق بالموت لكن لا يقولن أحدكم لمَ التشاؤم ؟ الأغبياء يتغنون بالماضي ، والأقل غباءً يعيشون الحاضر ، أما العقلاء ، الأذكياء ، العباقرة يعيشون المستقبل . فالذي يعيش المستقبل هو العاقل ، والذي يعيش الماضي هو الذي يجتر ذاته ، والذي يعيش الحاضر بين بين .
لذلك فالدول المتقدمة بالمفهوم الحضاري دائماً تخطط لسنوات مستقبلية ، والدول الأخرى تواجه الأحداث ، والدول النائمة أو النامية تتغنى في الماضي ، فالتغني بالماضي لا يقدم ولا يؤخر ، أما أن تواجه الأحداث أولاً بأول ، والمبادرة بيد الأعداء يحدثون فعلاً وأنت تردّ على هذا الفعل قد تنجح أو لا تنجح ، أما البطولة أن تعيش المستقبل .
على مستوى فردي كل واحد له حياة شخصية ، إذا قلنا لأحد الأخوة الكرام يجب أن تعيش المستقبل ، ما هو أخطر حدث في المستقبل ؟ مغادرة الدنيا ، إلى أين ؟ الإنسان يسافر ويرجع ، يذهب في نزهة ويعود إلى البيت.
يقوم بمهمة ثم ينام في البيت ، يأتي بعد شهر بعد سنة ، يذهب إلى بلد بعيد يقيم شهراً أو شهرين ، سنة أو سنتين ، ثم يعود ، أما هذه الرحلة التي لا عودة منها إلى أين ؟ وماذا فيها؟ وما العملة الرائجة في هذه الرحلة ؟ أنا أعتقد أن هذا ليس من باب التشاؤم ، ليس من باب السوداوية ، وليس من باب أن تعيش في جو مأساوي ، لا أبداً ، فالموت مصير كل حي، الموت نهاية كل إنسان ، الموت لا بد من أن نتجرع كأسه شئنا أم أبينا ، ولم يُعفَ من هذا التجرع نبي مرسل ولا سيد الخلق ولا ملك عظيم ، ولا غني كبير ، ولا طبيب ماهر ، الموت مصير كل حي .
كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول
فـإذا حملت إلى القبور جنازةً فـاعلم بأنك بعدها محمول
قبل شهر تقريباً لنا أخ كريم وأبوه كما أظنه صالحاً ، ولا أزكي على الله أحدا ، اشترى قبراً قبل عام تقريباً وكلَّ خميس يذهب إلى هذا القبر ، قبل أسبوعين من وفاته نزل إلى القبر وجاء بحمل رمل مزار ومده وقال هكذا أريح لي ، وبعد أسبوعين كان نزيل هذا القبر .
أحد العلماء الأجلاء وأنا أحترمه جداً ، اشترى قبراً قبل خمس سنوات وكلَّ خميس يزور القبر ، وعلى الشاهدة مكتوب اسم هذا العالم ، يا بني هنا مصيرنا ، ثم دخل القبر ولقي عمله الطيب ، فالقبر صندوق العمل .
فالتفكر بالموت لا علاقة له بالتشاؤم أبداً ولا بالسوداوية هذا كلام الجهلة ، هذا الحدث الذي لا بد منه شئنا أم أبينا وليس له قاعدة فقد يخطف الإنسان فجأةً وبأي عمر ففي الثلاثينات موت ، وفي العشرينات ، بالأربعينات ، بالخمسينات ، الموت ليس له قاعدة إطلاقاً ، قاعدته الوحيدة أنه ليس له قاعدة ، الشيء الذي تستعد له وتفكر فيه دائماً لا تفاجأ به ، بل أنت قد أخذت احتياطات بالغة .
تصور أن طالباً مُجداً لحظة الامتحان لا تغادر ذهنه طوال العام الدراسي فحينما يأتي شهر حزيران ويدخل إلى قاعة الامتحان وتوزع الأسئلة لا يخشى ولا يهاب فالكتاب قرأه مرات ومرات وحفظه وحلله وفهمه وأجاب عن أسئلته ، واستوعبه تراه في هذه الساعات الثلاث في أسعد لحظات حياته لأنه يقطف ثمار عام بأكمله .
وصدقوني أيها الأخوة ولا أبالغ ، المؤمن حينما يدنو أجله يكون في أسعد لحظات حياته لأنه في هذه الساعة يقطف ثمن عبادته كلها ، كل حياته صلواته ، ذكره ، استقامته ، ضبطُ جوارحه ، ضبطُ أعضائه ، ضبطُ دخله ، تربية أولاده ، دعوته إلى الله ، تجشمه التعب في سبيل الله ، انتهى التعب وجاء الإكرام ، انتهى التكليف وجاء التشريف ، انتهى العمل | |
|
سندباد مشرف عام
رسالة SMS : لا اله الا الله محمد رسول الله مَــزَآجـــِي اَلْيُـــــومْـ : المهنة/ العمل : عدد المساهمات : 146 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/02/2010 العمر : 35 المزاج : تمام الاوسمة :
| موضوع: رد: الموت (الجزء الأول) السبت فبراير 20, 2010 10:35 pm | |
| اسمحلى توبيك رائــــــــــــــــــــــــــع
ومفيـــــــــــد جــــزاك الله خيرا" | |
|